تحت سمع وبصر العالم والاتحاد الإفريقي جرائم ضد الإنسانية .. شعب تغراي يستغيث
تشهد اثيوبيا صراعا شديدا في اقليم تغراي بين الحكومة الفيدرالية برئاسة آبي أحمد، والجبهة الشعبية لتحرير شعب تغراي التي يتزعمها دبرصيون جبرميكائيل، فمنذ بدء الصراع في 4 نوفمبر الماضي واحتدامه وتدخل القوات المسلحة الاثيوبية من اجل فرض السيطرة علي الاقليم بآلياته وأعدادة الثقيلة امام آليات جبهة تحرير شعب تغراي التي تمتلك العديد من المعدات والآليات فأصبح المدنيين العزل تحت القصف والعمليات العسكرية من الطرفين الأمر الذي جعلهم في بعض الأحيان دروعاً بشرية أمام احتدام المعارك علي الأرض ومن أبرز مشاهد العنف ضد المدنيين ما تم رصده وتوثيقه من المنظمات الدولية سواء من خلال شهادة النازحين أو من الصور والفيديوهات الواردة من بلدة مايا كادرا التي شهدت جريمة ضد الإنسانية، حيث فقد المئات أرواحهم علي أيدي جنود الجبهة الشعبية لتحرير تغراي بعدما اقتحموا البلدة وبدأوا في حصد العديد من الأرواح من المدنيين العزل من السلاح باستخدام الأسلحة البيضاء من سكاكين ومناجل وهذا ما تم مشاهدته وتوثيقه من جثث الضحايا التي تفترش الأرض أو المحمولة على النقالات في تحدي صارخ لكل الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي تؤكد على حماية حياة البشر وقت النزاعات المسلحة مع التأكيد علي القيم الإنسانية التي تحترم مبدأ الحق في الحياة وتصونه.
الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تحذر من تفاقم الازمة وتطالب الجميع بوقف العنف والعودة الي التفاوض تحت اشراف الاتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة لوقف العنف الدائر وحماية أرواح المدنيين في إقليم تغراي والذي يصل عدد سكانها في اخر احصاء عام 2017 إلى 5.247 مليون نسمة وتمثل 6.0 % من إجمالي سكان دولة إثيوبيا الأمر الذي يشكل معه تهديد بكارثة انسانية، والتأكيد علي أهمية تحرك الآليات والهيئات الدولية لنجدة النازحين علي الحدود السودانية والذي وصل عددهم حتي الأمس إلى 11 ألف نازح من الأطفال والنساء وكبار السن وهم في احتياج الي رعاية صحية وتغذية لمساعدة دولة السودان في استقبال المزيد من النازحيين من ويلات العنف علي الجانبين.
الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تطالب الأمم المتحدة بارسال بعثة تقصي حقائق لإجلاء الحقيقة عن المجازر والكوارث التي لم يتم الكشف عنها بسبب انقطاع الاتصالات والكهرباء مما يؤكد أن شعب تغراي تعرض لأشكال عديدة من العنف والتعذيب ومن اجل أن يتحمل الجميع مسئوليتهم فيجب أن نتقصى الجرائم بشكل جيد مع الوضع في الاعتبار أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى تغراي بسبب العمليات العسكرية هناك مع وصول معلومات عن استهداف اطقم الاغاثة في إقليم تغراي ومقتل اربعة منهم أخيراً ولكن الامر يزداد سوءاً مع نقص الغذاء والدواء.
إننا أمام مسئولية انسانية كبيره الآن ويجب علي الاتحاد الإفريقي أن يتحرك في اتجاه نزع فتيل الأزمة مع الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تغراي وأن يتم تفعيل الآليات اللازمة من اجل اجبار الاطراف المتنازعة علي الجلوس وتغليب صالح المدنيين من عمال ومزارعين بسطاء وحماية أرواحهم وهو المبدأ الذي يبنى عليه عملية التفاوض وفي اطار من احترام القانون الدولي خصوصاً أننا أمام كارثة إنسانية مرتبطة بجائحة كوفيد 19 وتأثيرها علي النازحين على الحدود السودانية.